العمل التطوعي في البرتغال 2025

 العمل التطوعي في البرتغال 2025




العمل التطوعي في البرتغال يشكل جزءًا مهمًا من الحياة المجتمعية، حيث يُنظر إليه كوسيلة فعالة لتعزيز التضامن، دعم التنمية الاجتماعية، وبناء علاقات إنسانية قائمة على التفاهم والتعاون. ومن خلال مختلف المجالات التي يساهم فيها المتطوعون، تُظهر البرتغال التزامها العميق بقيم المواطنة الفعالة والمجتمع الشامل.

في هذا المقال، سنستعرض صورة شاملة عن العمل التطوعي في البرتغال، من حيث أهميته، أنواعه، الأطر القانونية التي تنظمه، والفرص المتاحة للبرتغاليين والأجانب على حد سواء، إلى جانب التحديات التي تواجهه.

 مفهوم وأهمية العمل التطوعي في البرتغال

يُعرف العمل التطوعي في البرتغال بأنه أي نشاط يتم بشكل حر، واعٍ، وبدون مقابل مادي، بهدف خدمة المجتمع أو دعم الأفراد والجماعات المحتاجة. لا يقتصر التطوع على المجال الإنساني فقط، بل يشمل الثقافة، البيئة، التعليم، الصحة، والرياضة.

أهمية العمل التطوعي في البرتغال تتجلى في:

  1. دعم الفئات الضعيفة: مثل كبار السن، ذوي الاحتياجات الخاصة، والمشردين.

  2. تعزيز التماسك الاجتماعي: حيث يساهم في تقوية العلاقات المجتمعية.

  3. تنمية المهارات الفردية: فهو وسيلة لتطوير القدرات المهنية والشخصية، خاصة لدى الشباب.

  4. تعزيز الانتماء الوطني: من خلال إشراك المواطنين في قضايا مجتمعهم.

المجالات الأساسية للعمل التطوعي

البرتغال توفر مجموعة واسعة من الفرص التطوعية، منها:

1. العمل الاجتماعي

  • دعم العائلات ذات الدخل المحدود.

  • تقديم خدمات في مراكز رعاية الأطفال وكبار السن.

  • مساعدة الأشخاص الذين يعانون من التشرد أو الإدمان.

2. البيئة

  • حماية الغابات والمناطق الساحلية.

  • حملات تنظيف الشواطئ والحدائق العامة.

  • التوعية البيئية في المدارس والمجتمعات.

3. الصحة

  • تقديم الدعم في المستشفيات أو المؤسسات الصحية.

  • تنظيم حملات توعية صحية في المناطق الريفية.

4. التعليم

  • دروس تقوية مجانية للأطفال من أسر فقيرة.

  • برامج تعليم اللغة لللاجئين والمهاجرين.

  • مساعدة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

5. الثقافة والفنون

  • التطوع في تنظيم الفعاليات الثقافية والمعارض.

  • دعم الفرق المسرحية والفنية غير الربحية.

6. الرياضة

  • تنظيم فعاليات رياضية مجتمعية.

  • تدريب الفرق الشبابية.

الأطر القانونية والتنظيمية

العمل التطوعي في البرتغال منظم من خلال قوانين وتشريعات واضحة، أهمها:

  • قانون العمل التطوعي البرتغالي (Lei do Voluntariado)، الصادر سنة 1998، والذي يحدد:

    • حقوق وواجبات المتطوعين.

    • التزامات المنظمات المضيفة.

    • ضرورة وجود اتفاقية تطوع مكتوبة.

  • يُشترط على الجمعيات أو المؤسسات التي توظف متطوعين أن تكون معترف بها قانونيًا ومسجلة في المنصة الوطنية للتطوع التابعة للدولة.

  • يتم توفير تغطية تأمينية للمتطوعين خلال فترة العمل، بالإضافة إلى التدريب المناسب.

 الفرص المتاحة للأجانب والمتطوعين الدوليين

البرتغال تُعد من الوجهات المفضلة للمتطوعين الدوليين، خاصة ضمن برامج مثل:

1. الخدمة التطوعية الأوروبية (European Solidarity Corps - ESC)

  • تستقبل البرتغال مئات المتطوعين سنويًا من دول أوروبية مختلفة.

  • المدة: من شهرين إلى 12 شهرًا.

  • المجالات: التعليم، البيئة، الثقافة، اللاجئين.

  • تُغطي الإقامة، الطعام، التأمين الصحي، والدورات التدريبية.

2. المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية

  • مثل جمعية Serve the City Lisbon، وRefood، وJust a Change، التي تفتح أبوابها أمام المتطوعين من جميع الجنسيات.

3. الفرص التطوعية للسياح

  • بعض المنظمات تقدم فرصًا قصيرة الأمد للزوار، خاصة في فصل الصيف، مثل المشاركة في تنظيف الشواطئ أو تنظيم الفعاليات المجتمعية.

 الثقافة المجتمعية تجاه العمل التطوعي

المجتمع البرتغالي يُظهر تقديرًا واحترامًا كبيرين للعمل التطوعي. فالتطوع ليس فقط وسيلة لخدمة الآخرين، بل يُعتبر جزءًا من الهوية الثقافية. ويزداد الوعي حول أهميته عامًا بعد عام، لا سيما بين فئة الشباب.

الكنيسة، التي لا تزال تلعب دورًا مؤثرًا في المجتمع البرتغالي، تساهم كذلك في تعزيز ثقافة العمل التطوعي، من خلال المبادرات الخيرية والخدمات الاجتماعية التي تقدمها.

التحديات التي تواجه العمل التطوعي في البرتغال

رغم الجوانب الإيجابية الكثيرة، إلا أن العمل التطوعي في البرتغال يواجه عدة تحديات، منها:

  1. قلة الدعم المالي: بعض الجمعيات تعاني من نقص التمويل اللازم لتطوير برامج تطوعية فعّالة.

  2. ضعف التنسيق: في بعض الأحيان، تفتقر المؤسسات إلى آليات فعالة لتنظيم وتوزيع المهام على المتطوعين.

  3. الاعتراف المهني المحدود: لا تُمنح الخبرة التطوعية نفس القيمة في سوق العمل كما في دول أوروبية أخرى.

  4. ضعف إشراك كبار السن: رغم أن المتطوعين الشباب نشطون، إلا أن نسبة مشاركة الفئات الأكبر سنًا لا تزال منخفضة.

 مبادرات حكومية وشعبية لتعزيز العمل التطوعي

  • اليوم الوطني للتطوع (Voluntariado em Ação) الذي يُنظم سنويًا، ويشهد مشاركة الآلاف من المواطنين في أنشطة تطوعية في مختلف أنحاء البلاد.

  • إطلاق الحكومة البرتغالية المنصة الوطنية للعمل التطوعي، التي تتيح للمنظمات والأفراد نشر الفرص التطوعية والتقديم لها بسهولة.

  • دعم مبادرات التطوع المدرسي والجامعي، لتشجيع الطلاب على المشاركة المجتمعية منذ سن مبكرة.

مستقبل العمل التطوعي في البرتغال

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، يبدو أن العمل التطوعي سيأخذ دورًا متزايد الأهمية في البرتغال، خاصة في مجالات مثل:

  • مساعدة اللاجئين والمهاجرين

  • دعم التحول الرقمي في المؤسسات غير الربحية

  • الاستجابة للكوارث البيئية والمناخية

كما تسعى الدولة إلى رقمنة القطاع التطوعي، من خلال تطوير تطبيقات ومنصات تفاعلية تُمكّن الناس من التطوع بسهولة أكبر، حسب مهاراتهم واهتماماتهم.

تفاصيل البرنامج التطوعي في البرتغال 🇵🇹

• الدولة المستضيفة:

       البرتغال

• المدينة:

    تاراوكا (Tarouca) — مدينة صغيرة تقع في منطقة جبلية جميلة شمال البرتغال، وتُعرف بطبيعتها الخلابة وتراثها     الثقافي.

• الجهة المنظمة:

INOVTERRA
وهي مؤسسة محلية غير ربحية تُعنى بالتنمية المستدامة والابتكار الاجتماعي، وتركّز على تنشيط المجتمعات الريفية ومكافحة التهميش الاجتماعي.

                                                    التقديم من هنا

العمل التطوعي في البرتغال هو أكثر من مجرد تقديم وقت وجهد بدون مقابل؛ إنه تعبير عن الانتماء والمسؤولية والتضامن. في بلد يتميز بجمال الطبيعة ودفء العلاقات الإنسانية، يأتي التطوع ليعكس أجمل ما في المجتمع البرتغالي من قيم: الكرم، التعاون، والرغبة في إحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين.

سواء كنت مواطنًا برتغاليًا أو أجنبيًا يعيش في البرتغال، فإن الفرصة متاحة أمامك لتكون جزءًا من هذا الحراك الإنساني، وأن تترك أثرًا إيجابيًا في مجتمع يحتاج دومًا إلى من يمدّ يد العون.


تعليقات